الاثنين، 31 ديسمبر 2012

صور من كوريا 2

 

 

رحلة إلى بلاد الأحلام


 $_$






 


2- مركز سيول للتراث الثقافي غير الملموس ...







التاريخ الكوري الذي يمتد لأكثر من خمس آلاف سنة مليء وزاخر بالأعمال الثقافية منها الملموس والمنظور ومنها غير الملموس وغير المنظور. الأشياء والأعمال غير الملموسة عادة ما تكون أشياء فنية تجريدية ، أو أشياء لا يمكن التعبير عنها بشكل ملموس ومجسّد. لكّن في مركز سيول للتراث الثقافي غير الملموس يمكن للزائر فيه أن يشاهد ويحس ويجرّب ويعايش عالما كوريا ثقافيا تراثيا غير ملموس.
يقع مركز سيول للتراث الثقافي غير الملموس في ضاحية بوكتشون في سيول القديمة ويمكن الوصول إلى هناك عن طريق ركوب قطار مترو الأنفاق الخط البرتقالي الثالث والنزول في محطة آنغوك والسير لمسافة قصيرة لا تزيد عن بضعة دقائق حتى الوصول للزقاق الذي يلي المحكمة الدستورية مباشرة. تم افتتاح المركز في سبتمبر عام 2005 ويضم المركز الآن عددا من الحرفيين والفنيين المبدعين المهرة الذين تلقوا تدريبا متخصصا ومكثفا في صناعة التحف غير الملموسة.
المركز عبارة عن بيت كوري شعبي تقليدي من طراز "هانوك" تبلغ مساحته 132 مترا مربعا فقط تم تصميمه خصيصا ليناسب الغرض المرجو منه. رغم صغر حجمه ومساحته ، إلا أن المركز يجذب انتباه كل من يراه من حيث التصميم والترتيب والشكل المربّع المفتوح على جانب واحد ...



اتركم مع الصور .. (*.*)







ما يعشقه الكثيرون في مركز التراث الثقافي في سيول هو الأعمال التي تبرز بصورة واضحة للعيان المواهب والمهارات المتميزة التي يتميز بها الكثير من الفنانين والحرفيين المهرة على شكل تحف باذخة الجمال وزاخرة بالتفاصيل الدقيقة والجميلة والمتجددة على مدار الأيام.
أكثر التحف والمصنوعات غير الملموسة لا تصلح للاستعمال اليوم ، وقد يستغرب بعض الزائرين ويتساءل عن الغرض الذي من أجله يتم عمل وتصميم تلك التحف وفائدتها في الحياة اليومية. الدرس الأول الذي قُدم للزائرين اليوم كان عن طلاء التلميع الكوري التقليدي. كانت هناك جماعة من الدارسين والطلاب المملوءين بالفضول وهم يقفون حلقة حول الأستاذ الفنان شين جونغ هيون. الفنان شين خبرة وموسوعة في هذا المجال الذي قضى فيه ما يناهز ستة عقود من الزمان فعل خلالها بالورنيش العجائب ، من طلاء لأثاثات متنوعة من أسّرِة ومناضد ورفوف وهياكل وحاملات تحف وأشياء عديدة أنيقة وملفتة للنظر.










ومن عالم الورنيش ، إلى عالم الخزف والفخّار التقليدي الذي يعرف باسم " أونغ كي 옹기". في الزمان القديم كان لكل بيت كوري إلهه الخاص الذي من المفترض أن يجلب له الخير ويبعد عنه الشرور. "أونغ كي" هو المكان أو الهيكل الخزفي الذي يوضع داخله الإله المزعوم وعادة ما يكون في الفناء الأمامي أو في الحديقة الخلفية للبيت. وتكون هناك جرة خزفية يوضع داخلها بعض من محصول الأرز الطازج الذي يحفظ من أجل ذلك الإله . الفنان المتخصص في الفنون الخزفية غير راض عن الطريقة التي يقوم بها البعض اليوم بحفظ المواد المخمرة والمخللة داخل آنية من البلاستيك ، ويؤكد أن طريقة أونغ كي هي الطريقة العلمية العملية الصحية والصحيحة.
أونغ كي وسيلة تساعد على سلامة حفظ المواد المخمرة ، في حين أن طريقة الحفظ البلاستيكية تمنع مرور الضوء والهواء ، وتفسد عملية التخمير . والتخمير عملية ضرورية في كوريا لصنع أهم طبق في المائدة الكورية وهو طبق الكيمتشي الذي يعتبره الكثير من الكوريين سيد المائدة ، رغم أنه طبق ثانوي. وطريقة حفظ الكيمتشي في كوريا تختلف من إقليم إلى إقليم.
وبالإضافة للطلاء بواسطة الورنيش وكيفية الحفظ السليم للمخمرات ، فإن المركز يخبرنا كذلك عن الطريقة المثلى لصناعة النبيذ الكوري التقليدي بنكهته المميزة.
يتأهب المركز حاليا لتنظيم معرض عن النبيذ الكوري التقليدي خلال هذا الشهر. يقوم المركز كل شهر بتنظيم معرضين أو ثلاثة عن التراث الثقافي الكوري غير الملموس ، ويستعرض مهارات كورية تقليدية متعددة ، مثل صناعة الطائرات الهوائية الورقية أو صناعة فتل الحبال ، أو صناعة التطريز. فعاليات المعرض لهذا الشهر بجانب صناعة النبيذ ، هي الياقوت. أما الياقوت فقد كان دوما من الدرر والأحجار الكريمة التي يحبها الكوريون. لا يستعرض المركز الياقوت كجواهر أو أحجار كريمة وإنما كأدوات لازمة وضرورية في الحياة اليومية.
وفي يونيو الماضي تم افتتاح فرع لمركز سيول للتراث الثقافي بالقرب من بوابة دون هوا مون 돈화문 وقصر تشانغ دوك. الفرع هو عبارة عن مبنى من ست طوابق يضم صالة معرض وغرف عرض وغرفة محاضرات وغرف تقليدية متعددة الأغراض، وسرعان ما جذب المكان انتباه السائحين.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق